ياسر أيوب يكتب : التضامن مع الزمالك

28 ابريل 2012 الساعة 11:43 صباحا

لم يهتم كثيرون بما جرى فى نهاية مباراة الزمالك أمام نادى الجزيرة الليبى فى بطولة الأندية الأفريقية التى تستضيفها تونس حالياً.. لم يعد يقلقنا أو يزعجنا ويشغلنا أى عنف رياضى لا ينتهى بموتى ودماء.. وأنا بالفعل أخشى أن نكون قد تغيرنا وازدادت مشاعرنا بلادة، فلن نتوقف مستقبلاً أمام أى عنف، إن كان مجرد شغب أو اشتباك بالكلام أو الأيدى لا يصل إلى مرتبة المجزرة أو درجة المذبحة.. وأظن أننا يجب أن ننتبه جميعاً إلى ذلك، فلا تتغير أو تتبدل حساباتنا ومفاهيمنا لأى عنف أو شغب..
 
أما فريق الزمالك لكرة اليد.. فقد فوجئ عقب مباراته فى دور الثمانية لبطولة أفريقيا بلاعبى فريق الجزيرة الليبى والجماهير القليلة جداً التى كانت ترافقهم يقتحمون الملعب عقب انتهاء المباراة ويعتدون على لاعبى الزمالك وجهازهم الفنى وطبيبهم.. ووقع مصابون كثيرون تم نقلهم بسيارات الإسعاف للمستشفى لتلقى العلاج.. ولم يقدم أى أحد حتى الآن تفسيرا لما جرى، ولماذا كان كل هذا العنف غير المفهوم والمبرر.. وليس مفاجأة صادمة أن يفوز الزمالك على الجزيرة الليبى.. فحين يتعلق الأمر بكرة اليد.. تنحنى كل الكلمات والمعانى، تقديراً واحتراماً للزمالك وانتصاراته المتتالية وإنجازاته الرائعة..
 
 وأنا أتخيل العنف الذى كان مجرد انفلات سلوك وأعصاب لابد له من وقفة للردع والحساب والعقاب دون أى تضخيم أو تهويل وانفلات إعلامى سخيف ومزعج.. ومثلما توقفت أمام عدم اهتمام الكثيرين بما جرى للزمالك.. أتوقف أيضاً أمام القليلين الذين اهتموا وأحمد الله أنهم كانوا قليلين.. فالحكاية عندهم التزمت بنفس المنهج الإعلامى الرياضى المصرى القديم القائم على الاستسهال والتسطيح.. فأصبح الأمر وفق هذا المنهج هو أن الليبيين ضربوا لاعبى الزمالك أو المصريين.. وكل ذلك ليس صحيحا..
 
 فالأمر كله لا علاقة له بليبيا أو مصر.. وليبيا السياسية مشغولة ومهمومة حالياً بالخلافات الحادة والعميقة بين المجلس الوطنى الانتقالى وحكومة عبدالرحيم الكيب.. وما أقصده هنا هو التعامل مع كل الحوادث بعقولنا وما تبقى لنا من جهد وقدرة على التفكير.. فلا نتجاهل الأمر تماماً، وكأنه لم يحدث أصلاً، فلا نطالب بعقاب رياضى ينال ممن تجاوز.. وفى الوقت نفسه لا نبالغ فى وصف أو تحليل ما جرى.. ولهذا أرفض تماماً أن يطلب أحد من الزمالك إغفال هذا الأمر تماماً، حرصاً على علاقات الصداقة والاحترام مع ليبيا.
 
. فالعلاقات مع ليبيا.. وأى دولة عربية أخرى.. ليس لها أى علاقة بما جرى أو سيجرى مستقبلاً فى أى واقعة رياضية.. ولن أعتب على الزمالك إن قرر الانسحاب من البطولة إذا تبين أن إصابات لاعبيه ستمنعهم من المشاركة فى مباراتيه المقبلتين.. وإن بقى الزمالك فى البطولة.. فأنا أتمنى أن يفوز بها، لأن هذا الفوز هو أبلغ رد على أى جرح أو عنف أو إساءة.
 
المصدر: صحيفة المصري اليوم

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة